مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٧٢
عد ذلك مظهرا لخلاف عدله. ولكن الحق غير ذلك، فالإنسان الجاهل ينسب تلك المحنة إلى خالق الكون، مع أن الصواب أن ينسبه إلى نفسه ونتيجة عمله، فإن الأنظمة الجائرة هي التي سببت تلك المحن وأوجدت تلك الكوارث، ولو كانت هناك أنظمة قائمة على أسس إلهية لما تعرض البشر لها.
يقول الإمام الصادق عليه السلام في حديث: " إن الله عز وجل فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم، ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم إنهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله عز وجل (1)، ولكن أوتوا من منع من منعهم حقهم لا مما فرض الله لهم، ولو أن الناس أدوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير ". (2) إلى هنا خرجنا بهذه النتيجة أن الظواهر غير المتزنة حسب النظرة السطحية متزنة بالقياس إلى مجموع النظام ولها آثار اجتماعية وتربوية هامة قد بسطنا الكلام فيها في بعض مسفوراتنا.

(1) أي لم يؤتوا عدم السعة من قبل فريضة الله بل من منع من منعهم.
(2) الوسائل: 6، الباب 1 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، الحديث 1 -
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»