مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٧١
لا تتأثر بالزلازل إلا القليل.
وبذلك تبين أن ما يسميه البشر بالبلايا والمصائب ليس على إطلاقها بلاء بل لها فوائد وآثار اجتماعية وأخلاقية مهمة.
وإليك الكلام في المحور الثاني.
* الثاني: اختلاف الناس في المواهب العقلية والاستعدادات إن الاختلاف في الاستعدادات أساس النظام وبقاء الحضارة، فلو خلق الناس على استعداد واحد لانفصم النظام وتقوضت أركانه.
يقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: " لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا ". (1) فالمجتمع الإنساني يزهو باستعدادات مختلفة كل يتحمل مسؤولية في المجتمع، فمقتضى الحكمة خلق الناس بمواهب مختلفة كي يقوم كل حسب استعداده، ومثل هذا يؤكد الحكمة ولا ينافي العدل.
وإنما يلزم الجور إذا كانت هناك طوائف متنعمة بكافة المواهب، وطوائف أخرى محرومة منها، ولكن الواقع خلاف ذلك.
* الثالث: الفواصل الطبقية بين الناس لا شك أن المجتمع الإنساني يضم في طياته طبقات اجتماعية مختلفة من حيث الفقر والغنى، فهناك طبقة تهلكها التخمة، وطبقة أخرى تموت جوعا، وقد

(1) أمالي الصدوق: 267.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»