مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٦٠
وتكفيره عامة المسلمين، وتمنيه أن يقتل كل من شهد الموسم، يصح الاعتماد عليه في تفسير الذكر الحكيم؟ والأسف أن المفسرين نقلوا أقواله وأرسلوها ولم يلتفتوا إلى أن الرجل كذاب على مولاه وعلى المسلمين، فواجب على عشاق الكتاب العزيز وطلاب التفسير، تهذيب الكتب عن أقوال وآراء ذلك الدجال ومن يحذو حذوه.
عروة بن الزبير وأما عروة بن الزبير فيكفي في عدم حجية قوله، عداؤه لعلي وانحرافه عنه، ففي هذا الصدد يقول ابن أبي الحديد: روى جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا عليه السلام فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام، فجاء حتى وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك، وأما أنت يا زهري فلو كنت بمكة لأريتك كير أبيك.
وقد روي من طرق كثيرة: أن عروة بن الزبير كان يقول: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزهو إلا علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد.
وروى عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيى بن عروة قال: كان أبي إذا ذكر عليا نال منه، وقال لي مرة: يا بني والله ما أحجم الناس عنه إلا طلبا للدنيا، لقد بعث إليه أسامة بن زيد أن أبعث إلي بعطائي فوالله إنك لتعلم أنك لو كنت في فم أسد لدخلت معك. فكتب إليه: إن هذا المال لمن جاهد عليه، ولكن لي مالا بالمدينة، فأصب منه ما شئت.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»