مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٥٦
شواهد التنزيل (1) بسند ينتهي إلى أبي صالح، عن ابن عباس: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * نزلت في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. والرجس: الشك.
كما نقله الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في " تنزيل الآيات " عن أبي صالح بمثل ما سبق. (2) وممن رواه عن ابن عباس صاحب أرجح المطالب ص 54 طبع لاهور، والعلامة إسماعيل النقشبندي " في مناقب العترة ".
أضف إلى ذلك أن من البعيد أن يخفى على ابن عباس حبر الأمة ما اطلع عليه عيون الصحابة وأمهات المؤمنين، وقد أنهى بعض الفضلاء السادة (3) عدد رواة الحديث من الصحابة إلى تسعة وأربعين صحابيا. وجمعها من مصادر الفريقين في الفضائل والمناقب.
وأما عكرمة فقد ثبت تقوله بذلك كما عرفت، لكن في نفس كلامه دليلا واضحا على أن الرأي العام يوم ذاك في شأن نزول الأمة هو نزولها في حق فاطمة، وإنما تفرد هو بذلك، ولأجله رفع عقيرته في السوق بقوله: ليس بالذي تذهبون إليه وإنما هو نساء النبي. أضف إلى ذلك: أن تخصيص هذه الآية بالنداء في السوق وأنها نزلت في نساء النبي يعرب عن موقفه الخاص بالنسبة إلى من اشتهر نزول الآية في حقهم،

(١) شواهد التنزيل: ٢ / ٣٠.
(٢) تنزيل الآيات: ٢٤ " مخطوط " منه نسخة في جامعة طهران. لاحظ إحقاق الحق: ١٤ / 53.
(3) آية التطهير في حديث الفريقين.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»