مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٥٧
وإلا فالمتعارف بين الناس هو الجهر بالحقيقة بشكل معقول لا بهذه الصورة المعربة عن الانحراف عنهم.
هذا كله حول ما نقل عنه، وأما تحليل شخصيته وموقفه من الأمانة والوثاقة، وانحرافه عن علي وانحيازه إلى الخوارج وطمعه الشديد بما في أيدي الأمراء فحدث عنه ولا حرج، ولأجل إيقاف القارئ على قليل مما ذكره أئمة الجرح والتعديل في حقه نأتي ببعض ما ذكره الإمام شمس الدين الذهبي نقاد الفن في كتابيه: " تذكرة الحفاظ "، و " سير أعلام النبلاء "، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتب الجرح والتعديل.
نقل الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى 748 ه‍ في " سير أعلام النبلاء " هذه الكلمات في حق عكرمة:
1 - قال أيوب: " قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابا من العلم... " ما معنى هذه الكلمة؟ وهل يقولها إنسان يملك شيئا من العقل والوقار؟!
2 - قال ابن لهيعة: وكان يحدث برأي نجدة الحروري (1) وأتاه، فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلم، فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث.
3 - قال سعيد بن أبي مريم، عن أبي لهيعة، عن أبي الأسود قال: كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة فلقيني عكرمة وسألني عن أهل المغرب، فأخبرته بغفلتهم، قال: فخرج إليهم وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية. (2)

(1) هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي من بني حنيفة رأس الفرقة النجدية، انفرد عن سائر الخوارج بآرائه.
(2) هم فرقة من الخوارج أتباع زياد بن الأصفر.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»