مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٦٨
الدليل الثاني إن لسان الآيات الواردة حول نساء النبي لسان الإنذار والتهديد، ولسان الآية المربوطة بأهل بيته لسان المدح والثناء، فجعل الآيتين آية واحدة وإرجاع الجميع إليهن مما لا يقبله الذوق السليم، فأين قوله سبحانه: * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب) * من قوله: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *؟!
كما أن لسان القرآن في أزواج النبي، لسان المدح والانذار ويكفيك الإمعان في آيات سورة التحريم فلاحظ.
الدليل الثالث إن قوله سبحانه: * (إنما يريد الله...) * في المصاحف جزء من الآية الثالثة والثلاثين فلو رفعناه منها لم يتطرق أي خلل في نظم الآية ومضمونها وتتحصل من ضم الآية الرابعة والثلاثين إلى ما بقيت، آية تامة واضحة المضمون، مبينة المرمى منسجمة الفاصلة، مع فواصل الآيات المتقدمة عليها، وإليك تفصيل الآية في ضمن مقاطع:
ألف. * (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) *.
ب. * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1)

(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»