مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٧٩
وأنه لم يبايع مدة من الزمن ثم رجع إلى القوم صيانة للإسلام من الانشقاق وذلك بعد الأياس من رجوعهم مجتمعين.
هل يشك أحد أن فدكا كانت بيد فاطمة أو أن فاطمة ادعت بفدك وإن الخليفة الأول أخذها منها بحجة أن رسول الله لا يورث مالا ولا عقارا وأن فاطمة قضت متأثرة من هذا الحادث حتى أوصت أن تدفن ليلا لئلا يحضروا دفنها إشعارا منها بتأثرها العميق على القوم الذين أخذوا منها فدكا بعد أن أخذوا من زوجها الخلافة وأن عليا طوى عن كل ذلك كشحا لمصلحة الإسلام والمسلمين.
إن عليا بشر يتأثر بالحوادث، فكيف لا يتأثر بهذه السلسلة من المجريات التي أنزلته من برجه العالي حتى جعلته يقرن بمعاوية، ثم يبث همومه وأحزانه ويذكر تلك السلسلة من الأحداث التي كانت المنشأ الحقيقي لموقفه هذا. إن هذا لا ينكره إلا غبي أو متغابي.
هل في هذه الخطبة شئ من خلاف الواقع؟ حتى ينسب إلى الرضيين التزوير والافتراء وهما أطهر من ماء المزن بشهادة كل من ترجمهم.
ألم يأت بنو أبي عثمان يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع وفي مقدمتهم مروان، الذي جر عليه وعلى الإسلام كل بلاء؟.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»