الإسلام الإمام علي (ع) أما الأمر الثاني فهو مدارسها القديمة التي أنشئت لدراسة علوم الشريعة الإسلامية، وفنون اللغة العربية على الطريقة المألوفة منذ عصور وقد كانت هذه المدارس تعد ما يناهز الثلاثين مدرسة كبيرة وذلك خلال الربع الأول من هذا القرن ولا شك أن عددها الآن دون ذلك.
ومن الأمور التي ذاع بسببها اسم النجف على ما نرى كثرة شعرائها فلا نعرف في بلدان العرب بلدة تجاري النجف بكثرة تخريجها للشعراء خصوصا في هذه القرون الأربعة الأخيرة، هذا مع مراعاة صغر رقعتها وأنها لا تعد في الحواضر الكبيرة، وقد يجهل الأديب أو المفكر العراقي هذه الحقيقة ولكنني لما كنت أتنقل في بعض الأقطار العربية وذلك خلال سنة 1338 ه - 1920 م دهشت من الأسئلة الموجهة إلي في هذا الشأن ولا أنسى إلى الآن اهتمام فريق من أعلام الشام بالموضوع إذ ذاك، فقد سئلت لماذا يكثر قالة الشعر في النجف والحلة؟ وما سر شاعريهم؟ إلى هذا وغيره، والحق إننا إذا رجعنا إلى بعض كتب الطبقات أو التاريخ التي تم وضعها من بعد الألف للهجرة إلى عهد قريب ألفيناها تسمي لنا أعلاما كثيرين من شعراء وأدباء نجفيين ولا أنسى كذلك أن فريقا من فحول شعراء بغداد كانوا يحتكمون في مناقضاتهم إلى محافل النجف الأدبية وذلك منذ عشرين سند أو نحو هذا التأريخ وقد كنا شبانا