مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١٥
فمن ذلك التاريخ وضعت في الكوفة أقوم الخطط والمناهج لدراسة الشعر والأدب واللغة دراسة واسعة جامعة نوهت بها جميع الآثار الموضوعة في تاريخ آدابنا العربية حتى قيل أن الأدب أو الشعر ميراث في الكوفة فلا بدع أن تحتفظ النجف بشئ من ذلك التراث الأدبي العظيم أو الثروة العلمية الضخمة ومن المعقول أن تنطبع في ذاكرة المثقفين من أبنائها ذكريات الكوفة، ومآثر علمائها وشعرائها ونحاتها ولغوييها في خدمة اللغة العربية، وقد فطن بعض السواح من المستعربين إلى أن لهجة النجفيين من أفصح اللهجات العربية في هذا العصر وقد سمعت منهم ذلك.
ثم إننا نرى النجف من جهة أخرى حاضرة عربية في موقعها ونزعتها وسجايا سكانها على الأكثر فالسكان يتعشقون حريتهم ويميلون إلى البساطة في معيشتهم والبلد واقعة على مرتفع يشرف من جهد المغرب على " البحيرة " الجافة المعروفة ثم على أفق واسع الرقعة مترامي الأطراف من الصحراء، ولمغرب الشمس مساء كل يوم وانحدارها في قلب تلك البحيرة أو في جوف الصحراء منظر رايع طالما شاهدنا الطارئين على النجف ولا سيما من الغربيين يتذوقونه ويقصدون تلك الأنشاز (1) للتمتع

(1) مما يشوه مناظر النجف وهيئتها في رأينا وجود تلك التلال القذرة والمتارب المشوهة الواقعة غربي البلد المشرفة على البحر فلو سويت التلال المذكورة ومنعت الفوضى في الدفن أو جددت لبرزت البلدة وانكشفت مناظرها الجميلة، وقد آن لذوي الشأن أن يفكروا أو يبادروا إلى ذلك. محمد رضا الشبيبي
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»