الثروة الأدبية في النجف الأشرف (1) في النجف - علاوة على الثروة العلمية الغزيرة - ثروة أدبية قيمة، هي ينبوع غزير، لا ساحل له ولا قرار، وعين للآداب فوارة، يمكن أن يرتوي منها أبناء الضاد، وأن يخلقوا منها للعراق كيانا أدبيا جديدا، يتناسب والعصر الحاضر، ويتفق والطراز الحديث..
وكل هذه الثروة والخزانة الغالية لا تحتاج إلا إلى قليل من الاعتناء والصقل والجلاء، لتبرز إلى القراء، والمتشوقين إلى هذه الآثار الثمينة، ولتخلق لنا جيلا متأدبا، وطبقة من الأدباء كبرى، يرفعون رأس اللغة العربية في هذه الربوع ويجعلون لأبنائها مكانة سامية ومقاما محمودا، تحسدها عليه الأمم، وتغبطها الشعوب..
لمدينة النجف - في الناحية الأدبية - خصائص وميزات قلما توجد في مدينة أخرى، فقد عجنت بالآداب، واختمرت به إلى درجة بعيدة جدا فإني سرت وأين حللت، رأيت وسمعت ما يطربك ويعجبك، من نثر رائق، وشعر فائق، ونكات مستملحة، ونقد نزيه، علاوة على الذكاء الفطري المحس في سائر الطبقات في النجف.