مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ١١٠
(النوادر)، وكثير جدا من أخبارها صحيح بحسب الاصطلاح، مع دخول جملة وافرة منها في احتجاجات الشيخ الطوسي في " التهذيب " و " الاستبصار "، ولهذا استظهر التقي المجلسي بأن النوادر في " الفقيه " هي الأخبار المتفرقة التي يشكل جعل كل خبر منها بابا على حدة (1)، ويؤيده ما وصل إلينا من كتب بعنوان (النوادر)، ككتاب " نوادر أحمد بن محمد بن عيسى "، الذي لم يصنف على الأبواب.
هذا، وأما الشاذ عند العامة، فمختلف في حده وحكمه.
فقد عرفه الشافعي بأنه: " ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الناس " (2)، ولم يشترط الحاكم النيسابوري الخلاف، واكتفى بعدم وجود المتابع لا غير (3)، وأطلقه الخليلي على الخبر المنفرد (4)، بينما فصل ابن الصلاح القول في تعريف الشاذ وبيان حكمه، مقسما الخبر الشاذ على قسمين، أحدهما: الشاذ المردود، والآخر: الشاذ المقبول كما هو الحال عندهم في شواذ الصحيحين (5).
وقد جعل الخطيب البغدادي الشاذ منكرا (6)، وربما أطلق عليه ذلك

(١) روضة المتقين - للمجلسي الأول - ٣ / ٤٦٣.
(٢) تعريف الشافعي للشاذ منقول في معرفة علوم الحديث - للحاكم -: ١١٩، وعلوم الحديث - لابن الصلاح -: ٧٦، وألفية الحديث - للعراقي -: ٨٥، وفتح المغيث - للسخاوي - ١ / ٢٣٠، وشرح نخبة الفكر - لعلي القاري -: ٢٥٣، وتدريب الراوي - للسيوطي - ١ / ١٢٣ - ١٢٤.
(٣) معرفة علوم الحديث - للحاكم النيسابوري -: ١١٩.
(٤) نقل قول الخليلي في تعريف الشاذ في المصادر المذكورة قبل هامش واحد وبأرقام الصفحات المبينة إزاؤها.
(٥) علوم الحديث - لابن الصلاح -: ٧٧.
(٦) الكفاية في علم الرواية - للخطيب البغدادي -: 429.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست