للنادر (1)..
وربما يستظهر ذلك من قول الشيخ المفيد (قدس سره) في " جوابات أهل الموصل في مسألة العدد والرؤية "، إذ قال: " وأما ما تعلق به أصحاب العدد في أن شهر رمضان لا يكون أقل من ثلاثين يوما، فهي أحاديث شاذة، قد طعن نقاد الآثار من الشيعة في سندها، وهي مثبتة في كتب الصيام في أبواب النوادر، والنوادر هي التي لا عمل عليها، وأنا أذكر جملة ما جاءت به الأحاديث الشاذة وأبين خللها، وفساد التعلق بها في خلاف الكافة إن شاء الله.. فمن ذلك حديث رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان... وهذا الحديث شاذ نادر غير معتمد عليه، طريقه محمد بن سنان وهو مطعون فيه... " (2).
ومن قول الشيخ الطوسي بشأن جملة من الأخبار بأنها: شاذة نادرة، كما سيأتي..
وهذا غير صحيح، لأن النادر أعم من الشاذ، فكما قد يكون النادر شاذا، فقد يكون صحيحا معتبرا خاليا من أدنى شذوذ أو علة، وكثير من أخبار النوادر محتج بها في الفقه، كما هو واضح جدا من عمل الصدوق في " الفقيه " الذي جعل أخباره حجة، وحكم بصحتها في أول الكتاب، ولو كانت النوادر هي التي لا عمل عليها لما وجدنا في " الفقيه " سبعة عشر بابا بعنوان (النوادر)، ويكفي أن في " الكافي " أكثر من خمسين بابا باسم