مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٤٨
وهذا أيضا بسبب ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، فإن غير مواليهم يبقى مخلدا في النار مع زمر الكفار وأصناف الفجار، لأنه من جملة من قال الله تعالى فيهم: * (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) * (1).
وقد جاء في عدة أخبار (2)، أن من جملة مكفرات الذنوب عن

(١) سورة الفرقان ٢٥: 23.
(2) قد أفرد الشيخ الجليل محمد بن همام الإسكافي كتابا سماه التمحيص نذكر منه روايتين تبركا، وفيهما دلالة واضحة على هذا الباب إن شاء الله تعالى:
أ - عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الله إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب، ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك شدد عليه الموت ليكافئه بذلك الذنب.
وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة، صحح بدنه، فإن لم يفعل ذلك به وسع له في معاشه، فإن هو لم يفعل هون عليه الموت ليكافئه بتلك الحسنة ". التمحيص: 38 ح 35.
ب - عن عمر صاحب السابري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لأرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة، فقال لي: " يا عمر! لا تشنع على أولياء الله، إن ولينا ليرتكب ذنوبا يستحق بها من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتى يمحص عنه الذنوب، فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله، فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده، فإن عافاه في ولده ابتلاه في أهله، فإن عافاه في أهله ابتلاه بجار سوء يؤذيه، فإن عافاه من بوائق الدهور شدد عليه خروج نفسه حتى يلقى الله حين يلقاه وهو عنه راض، قد أوجب له الجنة ". التمحيص: 39 ح 38.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست