مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٤٥
ما نفعه حبه إياه شيئا... " (1) إلى آخر الخبر.
ومتى تدين المكلف بولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وأدى الواجبات، وتورع عن المحرمات، فهذا ممن يدخل الجنة بغير حساب، وعلى مثل هذا تنزل الأخبار الواصفة للشيعة بالأوصاف الجميلة، وهي كثيرة.
ومتى كان المكلف مواليا لأهل البيت (عليهم السلام)، وأطاع في بعض الأعمال، وعصى في بعض آخر - متهاون ولا مستخف - فهذا ولايته صحيحة ناقصة، فأمره مردد بين أن يغفر الله له ذنوبه تفضلا منه عليه..
وبين أن يسقطها عنه بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)..
وبين أن يدخله النار، ثم يخرج منها قبل تمام أخذ الحق منه بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)..
وبين أن يبقى في النار إلى أن يستوفي منه الحق الذي عليه، ثم يدخل الجنة بإيمانه وولايته، وباقي أعماله الصالحة..
* وعلى الأول: تنزل الأخبار الدالة على غفران ذنوب الموالين لأهل البيت (عليهم السلام).
* والثاني: مفاد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " (2)، وأمثاله من الروايات.

(١) الكافي ٢ / ٧٤ ح ٣، وعنه بحار الأنوار ٧٠ / 97 ح 4.
(2) ذكر أخبار أصبهان 1 / 163 بسنده عن الأعمش، عن أنس بن مالك، تهذيب تاريخ دمشق 4 / 282 عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وأورد الشيخ الصدوق ما يقرب منه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 / 136 ح 35، والأمالي: 56 ح 4 بسنده عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل.
والشيخ الطوسي في الأمالي: 380 ح 66 عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل نبي شفاعة، وإني خبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة...
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست