مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٤٠٢
المذاهب الفاسدة من الغلاة (1)، والناووسية، وغيرهما، ومن المكذبين:
الخوارج (2)، والمنحرفين عن الأئمة (عليهم السلام)، فيكون ذلك من إبراهيم إشارة

(١) قال الشهرستاني: " الغلاة: وهم الذين غلوا في حق النبي وآله وأخرجوهم من حدود الخليقة، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية، فربما شبهوا واحدا من الأئمة بالإله، وربما شبهوا الإله بالخلق...
وهم أحد عشر صنفا، منهم: السبئية، والكاملية، والعلبائية، والمغيرية، والمنصورية، والخطابية، والكيالية، والهشامية، والنعمانية، واليونسية، والنصيرية ". الملل والنحل ١ / ١٧٤ - ١٩٠.
(٢) قال الشهرستاني: " كل من خرج على الإمام الحق يسمى خارجيا، سواء أكان الخروج في أيام الصحابة أم كان بعدهم، وقد غلبت هذه التسمية على الذين خرجوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) أثناء حرب صفين بعد مسألة التحكيم، حينما رأوا أن جيش معاوية رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح، ودعوا عليا (عليه السلام) وأنصاره إلى حكومة القرآن، قالوا لعلي (عليه السلام): القوم يدعوننا إلى كتاب الله، وأنت تدعونا إلى السيف!
لترجعن الأشتر عن قتالهم، وإلا فعلنا بك مثل ما فعلنا بعثمان، فاضطر إلى رد الأشتر عن ساحة القتال بعد أن شارف جيش معاوية على الهزيمة ولم يبق منهم إلا شرذمة قليلة فيهم حشاشة، فامتثل الأشتر أمره.
إن الخوارج حملوا الإمام على قبول التحكيم بأن يبعث رجلا من أصحابه ويبعث معاوية مثله من أصحابه حتى يتحاكموا إلى القرآن ويعملوا بحكمه وأمره، وعندما أراد الإمام أن يبعث عبد الله بن عباس منعوه عن اختياره، وقالوا: هو منك، وحملوه على بعث أبي موسى الأشعري، فجرى الأمر على خلاف ما رضي به.
ثم إن هؤلاء الذين أصروا على التحكيم، خرجوا عليه ثانيا بحجة أن الإمام حكم الرجال ولا حكم إلا لله، وهم المارقة الذين اجتمعوا بالنهروان ويقال لهم: الحرورية.
ومن فرق الخوارج: المحكمة، الأزارقة، النجدات، البيهسية، العجاردة، الثعالبة، الصفرية، الأباضية، ولم يبق من هذه الفرق الآن سوى الفرقة الأخيرة، وهم المعتدلة من بين فرق الخوارج، وهم في هذه الأعوام يتبرؤون من تسميتهم بالخوارج، ويدعون أنهم ليسوا منهم، وأنهم من أتباع عبد الله بن أباض.
ويجمع الفرق: القول بالتبري من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة، ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك، ويكفرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا ". الملل والنحل 1 / 114 - 115.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست