مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٢١٧
" أي وجوه مشرقة، ينظرون إلى وجه الله أي رحمة الله تعالى " (1).
وقال في تفسير قوله تعالى: * (الرحمن على العرش استوى) * (2):
حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن مارد، أن أبا عبد الله (عليه السلام) سئل عن تفسير ذلك فقال: " أي استوى عن كل شئ، فليس شئ أقرب إليه من شئ " (3).
وقال (رضي الله عنه) في رد التوصيف، ما رواه الكليني عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحمن بن عتيك القصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شئ من الصفة، فرفع يده إلى السماء، ثم قال: " تعالى الجبار، تعالى الجبار، من تعاطى ما ثم هلك، (فلا يوصف الله عز وجل إلا بما وصف نفسه عز وجل) " (4).
وقد روى الكليني أيضا عن العباس بن معروف، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم بن عتيك القصير، قال: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله (عليه السلام): أن قوما بالعراق يصفون الله بالصورة وبالتخطيط، فإن رأيت - جعلني الله فداك - أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد.
فكتب إلي: " سألت - رحمك الله - عن التوحيد، وما ذهب إليه من قبلك، فتعالى الله الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، تعالى عما يصفه الواصفون [المشبهون الله بخلقه، المفترون على الله.

(١) تفسير القمي ٢ / ٣٩٧، وفيه: " ونعمته " بدل " تعالى ".
(٢) سورة طه ٢٠: ٥.
(٣) تفسير القمي ٢ / ٥٩.
(٤) الكافي ١ / 74 ح 10، وما بين القوسين لم يرد في المصدر المطبوع.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست