مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٢١٣
والصاحب (عليهم السلام)، وله مسائل وتوقيعات لأبي محمد (عليه السلام) على يد محمد ابن عثمان العمري (1).
وقد كثرت أيضا مروياته الدالة على برئه مما قيل في أهل بلده كما ذكرناه في المقدمة من الخبر الصريح في المقصود (2)، وكالخبر الأول والخامس مما ذكرناه في أحمد بن محمد بن عيسى (3).
ولما رواه الصدوق عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل الإنسان، وقال آخر: إنه في صورة أمرد جعد قطط.
فخر أبو عبد الله (عليه السلام) ساجدا، ثم رفع رأسه، فقال: " سبحان الله الذي ليس كمثله شئ، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به علم، لم يلد لأن الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا " (4).
وبالجملة: الأخبار الدالة على حسن حاله كثيرة، وكذا في براءة ابنه أيضا.
أعني: محمد بن عبد الله الحميري، الذي وثقه كل علماء الرجال، وصرحوا بكونه كاتبا للصاحب (عليه السلام)، وأن له مسائل عنه في الشريعة.
قال بعض الأصحاب: وقعت إلي تلك المسائل بأصلها، والتوقيعات

(١) رجال النجاشي: ٢١٩ رقم 573.
(2) راجع ص 187.
(3) راجع ص 193 وص 195.
(4) التوحيد: 103 ح 19.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست