مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٠٠
وقال شمس الدين ابن قيم الجوزية (1): إذا روى الثقة حديثا منفردا به، لم يرو الثقات خلافه، فإن ذلك لا يسمى شاذا، وإن اصطلح على تسميته شاذا بهذا المعنى لم يكن هذا الاصطلاح موجبا لرده ولا مسوغا له.
انتهى.
وقال الأمير الصنعاني في توضيح الأفكار (2): إذا تفرد الراوي بشئ نظر فيه، فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذا مردودا، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره، وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره فينظر في هذا الراوي المنفرد، فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد فيه. انتهى موضع الحاجة من كلامه.
ووكيع: إمام مقدم في الحديث، متصف - عند القوم - بجميع ما اشترطوه من الصفات بلا نكير، فلا ينبغي الطعن في حديث الباب من هذه الجهة، والله ولي التوفيق.
هذا كله بالإضافة إلى حديث الحسن بن صابر ومتابعته، وقد روي الحديث أيضا من طريق محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) - في حديث - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة (3).

(١) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ١٦٠.
(٢) توضيح الأفكار ٢ / ٤، بواسطة علوم الحديث لصبحي الصالح.
(٣) رواه ابن شاذان (رحمه الله) في المناقب المنقبة المائة / ١٦٣; ومن طريقه الخوارزمي في المناقب: ٢، والحمويني في فرائد السمطين 1 / 19، وكذا أخرجه الصدوق ابن بابويه (رحمه الله) في الأمالي: 119.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست