مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٠١
فإن قيل:
الحمل فيه على الغلابي، لأنه متهم، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انتهى.
قلت:
هذا تعسف وإسراف من الدارقطني، ولم يتابعه عليه أحد، بل إن الذهبي - على تعنته وتشدده - اقتصر في ميزان الاعتدال (1) على تضعيفه، وحكى عن ابن حبان أنه ذكره في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة، وقال: في روايته عن المجاهيل بعض المناكير (2)، وقال ابن مندة:
تكلم فيه. انتهى.
ووجه طعنهم في الرجل غير خاف، فإنه كان من وجوه الشيعة بالبصرة، وروى مناقب الآل وصنف فيها، ولذا قال فيه ابن النديم في الفهرست: كان ثقة صادقا.
وقال القضاعي في مسند الشهاب (3): محمد بن زكريا الغلابي رجل حديثه حسن.
ولو جاز الأخذ بقول الدارقطني في الغلابي لجاز الأخذ بتضعيفه أبا حنيفة في الحديث (4)، ولا يجيزون الأخذ به البتة، بل يردونه عليه،

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٥٥٠.
(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٥٥٠، لسان الميزان ٥ / ١٦٩.
(٣) مسند الشهاب ٢ / ١٠٩.
(٤) كما في سنن الدارقطني ١ / 123 - باب ذكر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة، واختلاف الروايات في ذلك وقد تكلم النسائي في أبي حنيفة، كما في بعض نسخ ميزان الاعتدال، وص 121 من الرفع والتكميل، وكذا الخطيب تكلم فيه البغدادي في تاريخه، وتبعه ابن الجوزي.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست