مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٦٠
4 - وعلي جدد التذكير أيضا بما يبرز حقه فوق أبي بكر خاصة، حين ذكر الناس بقصة أخذه سورة براءة من أبي بكر! روى النسائي بإسناد صحيح عن علي (ع): أن رسول الله (ص) بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر، ثم أتبعه بعلي فقال له: (خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة) قال: فلحقته فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال: يا رسول الله، أنزل في شئ؟! قال: (لا، إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي) (202).
وفي كل واحد من هذه الأحاديث رد على من يقول إن عليا لم يذكر شيئا يدل على أحقيته في الخلافة! هذا ولما ندخل بعد رحاب (نهج البلاغة).
5 - ومن أشهر أقواله: قوله بعد أن بلغه خبر السقيفة ومبايعة الناس لأبي بكر:
(ماذا قالت قريش؟).
قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول (ص).
فقال: (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة!) (203).
6 - وفي احتجاجه المشهور على نتائج السقيفة أيضا، قوله:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب؟!
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب! (204) 7 - خطبته الشقشقية التي حظيت دائما بمزيد من التوثيق (205)، وهي

(٢٠٢) سنن النسائي ٥ / ١٢٨ ح ٨٤٦١.
(٢٠٣) نهج البلاغة: ٩٧ - الخطبة ٦٧.
(٢٠٤) نهج البلاغة: ٥٠٢ - قسم الحكم / ١٩٠.
(٢٠٥) نقل ابن أبي الحديد عن بعض مشايخه قوله: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة! ثم قال: وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة [مولده سنة ٢٧٩ ه‍ ووفاته سنة ٣١٧، علما أن الشريف الرضي ولد سنة ٣٦٠ ه‍]. شرح نهج البلاغة ١ / 69.
ونقلها سبط ابن الجوزي من مصادر غير التي اعتمدها الشريف الرضي، فقال: خطبة أخرى وتعرف بالشقشقية، ذكر بعضها صاحب (نهج البلاغة) وأخل بالبعض، وقد أتيت بها مستوفاة، أخبرنا بها شيخنا أبو القاسم النفيس الأنباري بإسناده عن ابن عباس.. تذكرة الخواص: 124.
وأسندها الراوندي (573 ه‍) في شرحه إلى الحافظ ابن مردويه، عن الطبراني، بإسناده إلى ابن عباس. منهاج البراعة 1 / 131 - 132.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست