مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٦١
من أكثر كلماته المشهورة وضوحا ودلالة وتفصيلا:
(أما والله لقد تقمصها فلان، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير..
فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتأي بين: أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء!... فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا!
حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده..
فيا عجبا! بينا هو يستقيلها (206) في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته!!
لشدما تشطرا ضرعيها!..
فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة.. حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم! فيا لله وللشورى! متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر؟!...) (207).
إذن أبو بكر أيضا كان يعلم أن محل علي من الخلافة محل القطب من الرحى!

(206) إشارة إلى قول أبي بكر: أقيلوني، أقيلوني.
(207) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست