مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٥٨
قاتل هو (ص) على تنزيله، فتمنى أبو بكر أن يكون هو ذلك الرجل، فلم يصدق النبي أمنيته، بل قال له (لا)! فتمنى ذلك عمر لنفسه فلم يكن أحسن حظا من أبي بكر، ثم قطع النبي الأماني كلها حين أخبرهم أنه علي، لا غير! (195).
هذه الأحاديث وغيرها وإن رويت عن غيره إلا أن روايتها عنه امتازت بكونها خطبا على جمهور الناس، لا حديثا لواحد أو لبضعة نفر، وهذا أبلغ في التأكيد على حقه الذي أيقن به، وأيقن بأن كثيرا من الصحابة كانوا يعرفونه ولا يجهلونه!
3 - وقد ذكر عنه أكثر من هذا بكثير في يوم الشورى أو بعدها، لكن اختلفوا في تفصيله وفي إسناده أيضا، وإن كان قد ثبت عندهم ذلك بالجملة، وأقل ما ذكر من مناشدته تلك ما أخرجه ابن عبد البر: قال علي لأصحاب الشورى: (أنشدكم الله، هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري؟).
وقال ابن عبد البر بعده: رويناه من وجوه عن علي (ع) أنه كان يقول:
(أنا عبد الله وأخو رسول الله، لا يقولها أحد غيري إلا كذاب) (196).
ورواها في (كنز العمال) حديثا طويلا عن أبي الطفيل أنه سمع عليا يوم الشورى يقول.. الحديث (197)، وما أخرجه ابن عبد البر قطعة منه، لكن إسناد (كنز العمال) فيه جهالة (198)، وقد دار حوله جدل، فقيل: رواه زافر عن

(١٩٥) سنن الترمذي ج ٥ ح ٣٧١٥، السنن الكبرى - للنسائي - ج ٥ ح ٨٤١٦. وقد تقدم.
(١٩٦) الإستيعاب ٣ / ٣٥.
(١٩٧) كنز العمال ج ٥ ح 14243.
(198) زافر، عن رجل، عن الحارث بن محمد، عن أبي الطفيل.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست