مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٦٣
تلك التعديدات الطويلة، ولكنه قال لهم بعد أن بايعوا عثمان وتلكأ هو (ع) عن البيعة: (إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى) في كلام قد ذكره أهل السيرة..
ثم قال لهم: أنشدكم الله، أفيكم أحد آخى رسول الله (ص) بينه وبين نفسه غيري؟! قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد قال له رسول الله (ص): (من كنت مولاه فهذا مولاه) غيري؟! قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد قال له رسول الله (ص): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) غيري؟! قالوا: لا.
قال: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله (ص):
(إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني) غيري؟! قالوا: لا.
قال: ألا تعلمون أن أصحاب رسول الله (ص) فروا عنه في مأقط الحرب (209) في غير موطن، وما فررت قط؟! قالوا: بلى.
قال: ألا تعلمون أني أول الناس إسلاما؟! قالوا: بلى.
قال: فأينا أقرب إلى رسول الله (ص) نسبا؟! قالوا: أنت.
فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه، وقال: يا علي، قد أبى الناس إلا عثمان! فلا تجعلن على نفسك سبيلا!
ثم توجه عبد الرحمن إلى أبي طلحة الأنصاري (210)، فقال له:
يا أبا طلحة، ما الذي أمرك عمر؟
قال: أن أقتل من شق عصا الجماعة!

(209) أي موضع القتال.
(210) الرجل الذي أمره عمر على خمسين من حملة السيوف يوم الشورى ليقتلوا من خالف الفئة التي فيها عبد الرحمن!
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست