مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٢ - الصفحة ٣١٤
[84] مقرونة بطاعة الله ومن * قام بتبليغ الفروض والسنن [85] وكم تولى الأمر غير اللائق * من ملحد منافق وفاسق [86] فانظر إلى وليدهم كيف اعترف * بالكفر لما نصب الذكر هدف (25) [87] يقول: قل مزقني الوليد * مستهزئا فليخسأ العنيد
____________________
من لا تجوز شهادته عندنا؟! وأي الجماعة المراد الذي أمرنا بلزومها؟!
مرجي يقول: من لم يصل، لم يصم، ولم يغتسل من جنابة، وهدم الكعبة، ونكح أمه، فهو على إيمان جبرئيل؟!
أو قدري يقول: لا يكون ما شاء الله، ويكون ما شاء إبليس؟!
أو حروري يبرأ من علي عليه السلام ويشهد عليه بالكفر.
أو جهمي يقول: إنما هي معرفة الله وحده؟!
قال سفيان: وأي شئ يقولون؟!
قلت: يقولون: علي بن أبي طالب الإمام، والجماعة أهل بيته.
قال الرجل: خرق الكتاب وقال: اكتمها علي!

(٢٥) إشارة إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
يكنى أبا العباس، وهو أحد الخلفاء الأمويين، حيث بويع بالخلافة سنة خمس وعشرين ومائة، وذلك بعد موت عمه هشام بن عبد الملك، وقد اشتهر الوليد باللهو وشرب الخمر والفسق والفجور والنساء الغانيات، وروي عنه في أكثر من مصدر أنه ذات يوم دعا الوليد بن يزيد بمصحف فلما فتحه وافق ورقة فيها الآية الكريمة: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد). فقال لعنه الله: اسجعا سجعا! علقوه. ثم أخذ القوس والنبل فرماه حتى مزقه، ثم قال هذين البيتين الذين استشهد بهما السيد الطباطبائي - رحمه الله - على كفره وفسوق الأمويين:
أتوعد كل جبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد إذا لاقيت ربك يوم حشر * فقل لله مزقني الوليد ومما تجدر الإشارة إليه أنه كان يخاطب في هذين البيتين القرآن الكريم بكل وقاحة وصلافة، وما لبث بعد هذه الحادثة إلا يسيرا إذ قتل لعنه الله سنة ست وعشرون ومائة.
أنظر: الأغاني ٧ / ٤٩، أمالي المرتضى ١ / ١٣٠، خزانة الأدب ٢ / 228.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 309 310 311 312 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست