مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٧١
النبي والإمام يجب أن يعلما علوم الدين والشريعة.
ولا يجب أن يعلما الغيب، وما كان، وما يكون.
لأن ذلك يؤدي إلى أنهما مشاركان للقديم تعالى في جميع معلوماته، ومعلوماته لا تتناهى، وإنما يجب أن يكونا عالمين لأنفسهما، وقد ثبت أنهما عالمان بعلم محدث.
والعلم لا يتعلق - على التفصيل - إلا بمعلوم واحد، ولو علما ما لا يتناهى، لوجب أن يعلما وجود ما لا يتناهى من المعلومات، وذلك محال.
ويجوز أن يعلما الغائبات والكائنات الماضيات، والمستقبلات، بإعلام الله تعالى لهما شيئا منها.
وما روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يعلم أنه مقتول، وأن قاتله ابن ملجم: فلا يجوز أن يكون عالما بالوقت الذي يقتله فيه على التمييز، لأنه لو علم ذلك لوجب عليه أن يدفعه عن نفسه، ولا يلقي بيده إلى التهلكة!
وإن هذا - في علم الجملة - غير واجب (37).
إن ما أثبته الشيخ ابن شهرآشوب موافق لما سبق ذكره سوى نقطة واحدة:
فما ذكره من نفي (علم الغيب بالاستقلال) عن الأئمة مجمع عليه بين المسلمين: وذلك لما ذكرنا في صدر هذا البحث من دلالة الآيات الكريمة على اختصاص ذلك بالله تعالى.
مضافا إلى ما ذكره ابن شهرآشوب من الاستدلال العقلي بأن النبي والإمام محدود متناه، والغيب لا حد له، ولا يمكن أن يحيط المحدود باللا منتهي.

(٣٧) متشابه القرآن ومختلفه: 211.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست