مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٣٠
وجل (11).
والمستفاد من هذا الحديث أمور:
الأول: إن المشكلة كانت مطروحة منذ عهود الأئمة، وعلى المستوى الرفيع، إذ عرضها واحد من كبار الرواة وهو: الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبو محمد الزراي الشيباني، من خواص الإمام الرضا عليه السلام، وروى عن الإمام الكاظم عليه السلام، وعنه جمع من أعيان الطائفة، وقد صرح بتوثيقه، وله كتاب معروف رواه أصحاب الفهرستات، وله حديث كثير في الكتب الأربعة (12).
وهو من كبار آل زرارة، البيت الشيعي المعروف بالاختصاص بالمذهب.
الثاني: إن علم الإمام ومعرفته بوقت مقتله، وما ذكر في الرواية من الأقوال والأفعال الدالة على اختياره للقتل وإقدامه على ذلك، كلها أمور كانت مسلمة الوقوع، ومعروفة في عصر السائل.
الثالث: إن الراوي إنما سأل عن وجه إقدام الإمام على هذه الأمور، وإنه مع العلم بترتب قتله على ذلك، كيف يجوز له تعريض نفسه له؟ وهو مضمون الاعتراض الثاني.
الرابع: إن جواب الإمام الرضا عليه السلام بقوله: (ذلك كان) تصديق بجميع ما ورد في السؤال من أخبار (علم الإمام) والأقوال والأفعال التي ذكرها السائل، وعدم معارضته الإمام الرضا عليه السلام لشئ، من ذلك وعدم إنكاره، كل ذلك دليل على موافقة الإمام الرضا عليه السلام على اعتقاد السائل بعلم الإمام بوقت قتله.
الخامس: جواب الإمام الرضا عليه السلام عن السؤال بتوجيه إقدام

(11) الكافي، الأصول 1 / 259 ح 4، ومرآة العقول 3 / 123 - 124.
(12) معجم الأعلام من آل أعين الكرام: 204 رقم 12.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست