مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٨
قابل الألوف (8).
فإذن، لم يمنع مانع شرعي، ولا عقلي، من إمكان علم البشر بالغيب في نظر هؤلاء، وهذا ما يقوله الشيعة الإمامية في النبي والإمام.
والدليل على (علم النبي والإمام) بالغيب من طريق الوحي والإلهام، هو ما أقاموه في الكتب الكلامية على وجوب مثل ذلك العلم، لهما، لتصديقهما لمقام الرسالة في الرسول، والإمامة في الإمام، وهذان المقامان يقتضيان العلم.
فمن أقر للأئمة بالإمامة، فلا موقع عنده للاعتراض بالإلقاء إلى التهلكة، كما أوضحنا في الأمور التي قدمناها.
وكذلك من نفى عنهم علم الغيب، لعدم التزامه بالإمامة لهم، إذ على فرض ذلك لم يصدق في حقهم (الإقدام) المحرم.
وإثبات علمهم بالغيب، مع نفي إمامتهم، قول ثالث لم يقل به أحد.
نعم، يمكن فرض علمهم بالغيب باعتبارهم أولياء لله استحقوا ذلك لمقاماتهم الروحية، وقرباتهم المعنوية، وتضحياتهم في سبيل الله، وإخلاصهم في العبادة والولاية لله - بقطع النظر عن مقام الإمامة - وحينئذ يتساءل: كيف أقدموا على الموت والقتل، وهم يعلمون؟!
فإن الأجوبة التالية التي نقلناها وأثبتناها في بحثنا تكون مقنعة لمثل من يقدم هذا السؤال، مع التزامه بهذا الفرض!

(8) الأحكام - لابن العربي - 1 / 49، في آية التهلكة، طبع أول سنة 1331 ه‍.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست