مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٦٧
التحقير والقتل والتشريد، مما اضطر العقول الشرقية إلى الهجرة إلى الغرب لتوفر الإمكانات هناك، وتقديرهم لكل عقل متتبع مبدع، واحتضانه إلى حد قطع ولائه عن أهله ووطنه وانتمائه إلى شعبه ودينه!
أما بعد الحرية النسبية التي حصلت عليها البلدان الإسلامية، فإن التقدم العلمي والتكنولوجي يتحقق بسرعة فائقة على أيدي أبناء المسلمين، وإن إبداعاتهم تزهو، وصناعتهم تزدهر بشكل فائق، ولكن هل تسمح الدول الاستعمارية لها بمثل ذلك، كلا، فإنها تحاول بشتى الصور والاتهامات صدها وإيقاف كل محاولة من هذا القبيل، ولو بشن الحرب، وقصف المعامل والمصانع بأطنان القنابل، كما حدث بالنسبة إلى العراق، أو تسعى لفرض الحصار الاقتصادي أو العزلة السياسية لقطع السبل عن وصل البلدان الإسلامية إلى هذا الهدف، كما تقوم بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران.
إن محاولة المؤلف تعتمد أساس تضحيل الثقافة الإسلامية والاستهانة بها، وتشويه صورة التاريخ الإسلامي، مقدمة للطعن في السنة، التي هي عماد التشريع الإسلامي، فسرد مجموعة مما تصوره (سلبيات) و (إشكاليات) لكنها ضحلة لا تعتمد على المنطق السليم، ولا النقل الصحيح، ولا الاستنتاج الصائب، ومع ذلك فقد حشد في كتابه - بمناسبة ولا مناسبة - قضايا ووقائع تاريخية، وتحدث عنها بشكل يبدو (صائبا) فيها.
إن وجود فجوات عميقة في التاريخ الإسلامي، تخدش في الموروث الإسلامي العزيز، وتنجر سلبياته على سمعة الدين والعقيدة والشريعة، مما لا يمكن إنكاره، ولكن على ماذا تدل؟ وبماذا تعالج؟ وكيف تغرض؟! ولماذا تعرض؟!
إن المسلمين - عامة - يعتقدون بالدين الإسلامي وأصوله الأساسية وهي
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست