مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٣٩
رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم آخى بينه وبين نفسه " فلماذا لم تذكر عبارة ابن إسحاق ولم تعتمد على نقله، وأنت معتمد عليه في الموارد الأخرى حتى مع الجهل برواة الخبر عنده؟!
وثالثا: إن أخوة أمير المؤمنين عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ثابتة قبل يوم المؤاخاة، ففي أخبار حديث يوم الانذار: أن النبي جعله أخا له...
ومن ذلك ما أخرجه أحمد في " المسند " بسند صحيح، فقد رواه عن عفان، ثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي الله عنه، قال: جمع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - أو: دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق.
قال: فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا. قال: وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب. فقال: يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم: فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت إليه وكنت أصغر القوم.
قال: فقال: اجلس. قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: اجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي " (15).
هذا، ولو أردنا إيراد نصوص المؤاخاة لطال بنا المقام، فراجع الترمذي في فضائل الإمام عليه السلام، حيث أخرجه عن ابن عمر وحسنه، وكذا الحاكم عن ابن عمر، وجاء في الاستيعاب بترجمته عليه السلام: " وروينا من وجوه عن علي أنه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، لا يقولها أحد غيري إلا كذاب ".

(15) مسند أحمد 1 / 159.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست