مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٤٣
يقول: لا تشكوا عليا، فوالله إنه لأخشن في ذات الله. أو: في سبيل الله " (17).
فهذا هو الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المناسبة التي أشار إليها المؤلف، حسب ما في سيرة ابن هشام، الذي هو من أهم مصادره... لا حديث الغدير...
على أنا لو سلمنا صدور حديث الغدير من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بسبب شئ من القضايا المزعومة، فإن الحديث: " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " وقد نص غير واحد من محققي القوم، كالقاضي عبد الجبار المعتزلي - في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير - بأن كل ذلك لو صح وكان الخبر خارجا عليه، فلم يمنع من التعلق بظاهره وما يقتضيه لفظه، فيجب أن يكون الكلام في ذلك دون بيان السبب الذي وجوده كعدمه.
قلت: وكيف يكون مانعا عن التعلق بظاهره وما يقتضيه لفظه، والحال أن كبار الصحابة لم يعبأوا بالسبب، وفهموا من الحديث ما هو ظاهر فيه، فقال أبو بكر وعمر لعلي: " بخ بخ... " وقال حسان بن ثابت في معناه قصيدته المشهورة، واغتاظ بعضهم من مدلوله وسأل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع...
فلو كان كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبة خاصة وبسبب معين وخطابا لشخص أو أشخاص فقط... لما كان ذلك كله.
هذا موجز البيان في هذا المقام... والتفصيل موكول إلى محله.
[9] وفاة الرسول وهذا آخر عنوان من عناوين الفصل الثاني من كتابه، وقد تطرق هنا إلى

(17) سيرة ابن هشام 2 / 603.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست