مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٤٤
صلاة أبي بكر، وزعم أنها " كانت بأمر من النبي، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج وجلس إلى جنب أبي بكر، فجعل أبو بكر يصلي قائما ورسول الله يصلي قاعدا "!!
أقول:
قد حققت في رسالة مستقلة أن صلاة أبي بكر لم تكن بأمر منه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه خرج ونحاه عن المحراب وصلى بالمسلمين بنفسه.
ثم إنه لم يتعرض هنا لخبر سرية أسامة، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم أبقى عنده عليا وأمر بخروج غيره - وفيهم المشايخ - مع أسامة!
وإن كنت في ريب من قولنا هذا فهذه عبارة الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: " وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار، منهم:
أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم، فتكلم في ذلك قوم... ثم اشتد برسول الله صلى الله عليه [وآله] سلم وجعه فقال:
أنفذوا بعث أسامة.
وقد روي ذلك عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر " (18) ثم لم يذكر مناجاة النبي قبيل وفاته مع علي عليه السلام، وأنه توفي ورأسه في حجر علي!!
هذا الخبر الثابت المتفق عليه بين المسلمين، قالت أم سلمة رضي الله عنها: " والذي أحلف به أن علي لأقرب الناس عهدا برسول الله... فأكب عليه علي، فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا " (19).

(١٨) فتح الباري ٨ / ١٢٤.
(١٩) مسند أحمد ٦ / ٣٠٠، المستدرك ٣ / 138، ابن عساكر 3 / 16.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست