مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٥٩
إلى أربابه - كما يقول السيد الكتاني - (28).
لأن فن ابن خلدون وتخصصه هو علم التاريخ، دون الحديث الشريف ورجاله، والحديث إنما طريقه النقل، والخبراء فيه إنما هم المحدثون الذين يقصدون طلبه، ويتحملون المشاق في سبيل تحصيله، وهم العارفون بقواعده وأصوله.
وقال السيد الصديق الغماري: إن ابن خلدون ليس له في هذه الرحاب الواسعة مكان، ولا ضرب له بنصيب ولا سهم في هذا الشان، ولا استوفى منه بمكيال ولا ميزان.
فكيف يعتمد فيه عليه، ويرجع في تحقيق مسائله إليه؟! (29).
وقال الشيخ المحدث النقاد أحمد شاكر في بعض تخريجاته لأحاديث مسند أحمد: ابن خلدون قد قفا ما ليس له به علم، واقتحم قحما لم يكن من رجالها.
إنه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته تهافتا عجيبا، وغلط أغلاطا واضحة.
إن ابن خلدون لم يحسن فهم قول المحدثين، ولو اطلع على أقوالهم، وفقهها ما قال شيئا مما قال (30).
وقال العباد في رده على ابن محمود المقلد لابن خلدون في نقد أحاديث المهدي: إن ابن خلدون مؤرخ، وليس من رجال الحديث، فلا يعتد به في التصحيح والتضعيف، وإنما الاعتماد بذلك بمثل البيهقي، والعقيلي، والخطابي، والذهبي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من أهل الرواية والدراية

(28) نظم المتناثر، للكتاني، ص 146، آخر الحديث 289.
(29) إبراز الوهم المكنون، لأحمد الصديق الغماري.
(30) نقله العباد في مجلة الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة، العدد 45، رقم 3 من مقال " الرد على من كذب أحاديث المهدي ".
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست