مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٦٤
وخصص علماء الدراية فصولا مطولة للبحث عنه.
وقد تناولناه بالبحث والتحقيق بصورة مستوعبة في كتاب مفرد باسم " تدوين السنة الشريفة " (35).
فاقتصار الكاتب على عدة سطور، واعتبار ما ذكره: " من المعلوم " واعتماده على ذلك في البحث، نقص يأباه المنهج العلمي.
ومع قطع النظر عن ذلك، فإن الكاتب يعود إلى مسألة جمع الحديث، ويقول: إن الشيعة كما هو ديدنهم دائما يرجعون كل شئ إلى الإمام علي كرم الله وجهه، فيروون أن أول كتاب في الحديث ألف في الإسلام كتاب علي عليه السلام. [ص 169].
إن مثل هذا الكلام البادي عليه التهجم والحقد، تأباه المناهج العلمية في المحاضرات الجامعية، كما لا تستسيغه الأذواق!
فإذا كان كتاب علي عليه السلام حقيقة ملموسة، أقر بها كل من الشيعة، وأهل السنة، وتناقل خبرها العلماء، فما المانع من الالتزام به؟!
مع أن من الممكن النقض عليه بالصحيفة المنسوبة إلى عبد الله بن عمرو، المسماة بالصحيفة الصادقة، وكذلك الصحيفة المنقولة عن أبي هريرة، المعروفة بصحيفة همام، وغيرها من الصحف المنقولة عن الصحابة، والتي ادعوا أنها كتبت في الصدر الأول.
فهل يمكن التهجم على أهل السنة بمثل كلام الكاتب في الشيعة؟!
لقولهم: إن أول كتاب كتب في الإسلام هي هذه الصحيفة أو تلك؟!
2 - مسألة وضع الحديث:
ينقل الكاتب عمن سماهم " مؤرخي الحركة الفكرية في العالم

(٣٥) طبع هذا الكتاب سنة ١٤١٣ في قم، من منشورات مكتب الإعلام الإسلامي.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست