مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٧٠
بينما نجد أهل السنة حريصين على وحدة الأمة وجمع كلمتها، فلا يصمون أحدا بالفسق أو الكفر... [ص 169 - 170].
إن هذا الكلام يحتوي على أمرين:
الأول: أن الشيعة يستندون في الأحكام على رواياتهم، ويذكرون روايات العامة للإقناع أو للاستئناس.
الثاني: أن أهل السنة لا يصمون أحدا بالفسق أو الكفر والنتيجة التي يوحيها الكاتب بهذا الكلام: أن أهل السنة هم فقط الحريصون على وحدة الأمة وجمع كلمتها، ويوحي أن الشيعة بتصرفهم ذلك يقومون بالتفرقة بين الأمة وتشتيت كلمتها!
ولكن:
إذا كان الشيعة يذكرون أحاديث العامة، ولو للاستئناس والإقناع، فإنهم يحاولون الاقتراب من العامة بهذا القدر.
أما أهل السنة فهل يذكرون أحاديث الشيعة، ولو بنفس الغرض؟! أو إنهم يتغافلون عن آراء الشيعة في الفقه والأحكام، ويهملون أحاديث أهل البيت وفقههم مطلقا؟!
وإذا كان الشيعة يستدلون على الأحكام برواياتهم عن المعصومين، فذلك لأنهم يرون حجية هذه الروايات باعتبارها سنة مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصح الطرق وأسلمها.
أفي هذا عيب وإشكال، في نظر الكاتب حتى يطرحه بهذا الشكل، المريب؟!
أم إن الإشكال في مراجعة الشيعة لأحاديث العامة، والاستناد إليها، للاحتجاج بها على مخالفيهم، ليقنعوهم، أو يتأكدوا بدلالاتها على ما وصلوا إليه؟!
وليس هذا عمل الشيعة المعاصرين فحسب، بل قدماء الشيعة قاموا بهذا
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست