مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٦٣
حسين: إذا ورد حديث صحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يقع في آخر الزمان كذا، حصل العلم به ووجب الوقوف عنده، من غير حاجة إلى أن يكثر رواة هذا الحديث حتى يبلغ مبلغ التواتر (33).
ولا أقل من عد هذه الأحاديث مثل أحاديث العمل التي يلتزم بها العلماء والفقهاء وجميع المسلمين باعتبارها صادرة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حجة معتبرة، ودليلا شرعيا على مداليلها، فيجب الالتزام بها على من يعتقد بالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا.
أما ردها ونبذها وتسفيه الملتزم بها، فهذا ما لم يلتزم به مسلم لا قديما ولا حديثا، إلا من قبل هذه الشرذمة ابن خلدون ومن لف لفه، بأدلة واهية.
* * * 8 - نقاط للتأمل:
1 - جمع الحديث وتدوينه:
يذكر الكاتب مسألة جمع الحديث، فيقول: من المعلوم أن جمع الحديث بصورة رسمية لم يبدأ إلا في خلافة عمر بن عبد العزيز في بداية المائة الثانية. [ص 167].
فالملاحظ: أن تاريخ تدوين الحديث وكتابته مسألة طويلة البحوث، وللكلام فيها مجال كبير، وقد ألف فيها العلماء القدماء والمتأخرون كتبا ورسائل وبحوثا قيمة، أقدمهم الخطيب البغدادي في كتاب " تقييد العلم " (34).

(33) نظرة في أحاديث المهدي، في مجلة التمدن الإسلامي - الدمشقية.
(34) طبعه يوسف العش محققا، في دمشق، مع مقدمة ضافية حول الموضوع تعد من أنفس الدراسات في هذا الميدان، وأعيد طبعه في بيروت.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست