مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٤٣
الدجالين.
وها هم الشيعة الإمامية، وهم أكثر الطوائف دعوة ودعاءا للمهدي المنتظر باعتباره إماما لهم، وينادون باسمه علنا، يقفون ضد كل دعاوي المهدوية بالباطل، مثل موقفهم المشرف ضد البابية التي تزعمها " علي محمد الشيرازي " في القرن الماضي.
وقد أفتى علماؤهم بوجوب قتله، فأعدم.
وكذلك هم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه مثل تلك الدعوى من المبطلين!
إلا أنهم، مثل سائر المسلمين، ينتظرون المهدي الموعود الذي " يملؤها عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا " ويميزونه بما ثبت عندهم من علامات الظهور، ووضوح برهان ذلك النور.
وأول كل أدلته إجماع المسلمين على قبوله، واستقبال دعوته والدخول في رايته وحزبه.
وأما الأمر الأول، أي عدم معقولية ما جاء في أحاديث المهدي: فإنما مثل الكاتب لذلك بعض الأحاديث المشتملة على تفاصيل الحديث عن شؤون المهدي.
وسواء كان الكاتب محقا في دعواه عدم المعقولية، أم كان مبطلا.
فإن تلك الأحاديث، إما هي آحاد جاءت من طريق الأفراد فهي - صحت أو ضعفت - لا تشكل حجة شرعية، وليست هي معتمد العلماء، ولا تدخل في البحث عندهم، لأنها لا تفيد علما، ولا عملا.
وليست هي إلا كسائر الأحاديث الواردة في قصص الأنبياء الماضين، وأحاديث سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، وأخبار التاريخ وحوادثه، وغير ذلك من الأمور التي يعتمد اعتبارها والالتزام بها على عرضها ومقارنتها وغربلتها وتمييزها سندا، ومتنا، ثم الترجيح بينها، واختيار الأوفق
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست