مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٤٢
الواحد منهم نفسه " أمير المؤمنين "!.
وقال ناصر الدين الألباني: إن كثيرا من الأمور الحقة يستغلها من ليس أهلا لها.
فالعلم - مثلا - يدعيه بعض الأدعياء، وهو في الواقع من الجهلاء.
فهل يليق بعاقل أن ينكر العلم بسبب هذا الاستغلال؟!
فكذلك فلنعالج عقيدة المهدي، فنؤمن بها كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، ونبعد عنها ما ألصق بها بسبب أحاديث ضعيفة [أو أعمال أناس جاهلين أو مغرضين].
وبذلك نكون قد جمعنا بين إثبات ما ورد به الشرع وبين الاذعان لما يعترف به العقل السليم (19).
وقال العباد: إن وجود متمهدين من المجانين وأشباه المجانين، يخرجون في بعض الأزمان، ويحصل بسببهم على المسلمين أضرار كثيرة، لا يؤثر في التصديق بمن عناه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث الصحيحة، وهو " المهدي الذي يصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ".
وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب التصديق به، ويجب القضاء على كل متمهد، أو غير متمهد يريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم.
والواجب قبول الحق ورد الباطل، لا أن يرد الحق ويكذب بالنصوص، من أجل أنه ادعى مقتضاها مدعون مبطلون دجالون (20).
وها هم المسلمون - كافة - يتصدون لكل ادعاء مزيف بالمهدوية من قبل

(19) مقال حول المهدي، في مجلة التمدن الإسلامي - الدمشقية.
(20) الرد على من أنكر المهدي، المنشور في مجلة الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة، العدد 45.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست