مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٣٩
وحيث أعرض الكاتب عن هذا الكلام وقد كان متوفرا عنده (16) وحيث إنه لم يفهم هذا الاصطلاح، أخذ يتساءل مستنكرا:
ما هو معنى التواتر؟
هذه الأحاديث لا تتفق على شئ!
أقول: كيف لا تتفق على شئ، وقد اتفقت على القدر المشترك وهو " وجود شخص من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يظهر في آخر الزمان؟!
أليس هذا المعنى، قد أجمعت عليه أحاديث المهدي؟!
لكن الكاتب بدأ بنقل التفاصيل، بدءا بالنسب، ومدة الملك، ومع من يخرج، ومتى يخرج، وإذا وجد الاختلاف الكبير بين كل نص وآخر، قال: أي معنى متواتر!
محاولا تسفيه " التواتر " بأسئلته! التي هي في الحقيقة إشكالات واردة على متون خاصة لم يدع أحد تواترها.
وفي النهاية يقول - بسخرية الجهال -: إن المؤمنين بصحة السند فقط، لا تعنيهم هذه الأسئلة؟!
إنه خروج عن حدود الأدب اللازم توافره في من يرتبط بالكتاب، والقلم، وليس مقبولا في المحاضرات العلمية.
وهو أسلوب استفزازي، يثير النفوس.
فهل العلماء والجهابذة الذين نقلنا أقوالهم بتواتر أحاديث المهدي في " القدر المشترك " منها بالخصوص، يخاطبون بمثل هذا الكلام السخيف؟!
مع أن الأحاديث المشتملة على الشؤون الخاصة، لم تدخل في دعوى التواتر المعنوي، حتى يستدل ببطلانها على بطلان أصل القضية!

(16) لاحظ مقال " تراثنا وموازين النقد " ص 186
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست