مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٢١٤
يقال: قد علمنا أن العلم بإمام الزمان على سبيل التعيين والتمييز لا يتم إلا بالمعجز، فإن النص - في إمامة هذا الإمام خاصة - غير كاف في تعينه، ولا بد من المعجز الظاهر على يده حتى نصدقه في أنه ابن الحسن عليهما السلام.
والعلم بالمعجز ودلالته على الظهور، طريقه الاستدلال الذي يجوز أن تعترض فيه الشبهة.
ومن عارضته شبهة في من ظهر على يده معجز، فاعتقد أنه زور ومخرقة، وأن مظهره كذاب متقول، لحق بالأعداء في الخوف من جهته.
(جهة الخوف من الأولياء عند الظهور) فإن قيل: فأي تقصير وقع من الولي الذي لم يظهر له الإمام لأجل هذا المعلوم من حاله (101)؟
وأي قدرة له على فعل ما يظهر له الإمام معه؟
وإلى أي شئ يفزع في تلافي سبب غيبته عنه؟
قلنا: ما أحلنا - في سبب الغيبة عن الأولياء - إلا على معلوم يظهر موضع التقصير فيه، وإمكان تلافيه:
لأنه غير ممتنع أن يكون من المعلوم من حاله أنه متى ظهر له الإمام قصر في النظر في معجزه، وإنما أتي في ذلك: لتقصير (102) الناظر في العلم

(101) في " ج ": جهله.
(102) كان في نسختي الكتاب: التقصير. وما أثبتناه هو المناسب للسياق.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست