مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٢٠٩
قلنا: قد أجبنا عن هذا السؤال وفرعناه إلى غاية ما يتفرع في كتابنا " الشافي " (91).
وجملته: أن الله تعالى لو علم أن النقل لبعض الشريعة المفروضة ينقطع - في حال تكون تقية الإمام فيها مستمرة، وخوفه من الأعداء باقيا - لأسقط ذلك التكليف عمن لا طريق له إليه.
وإذا علمنا - الإجماع الذي لا شبهة فيه - أن تكليف الشرائع مستمر ثابت على جميع الأمة إلى أن تقوم الساعة، ينتج لنا هذا العلم أنه لو اتفق أن ينقطع النقل - بشئ من الشرائع (92) - لما كان ذلك إلا في حال يتمكن فيها الإمام من الظهور والبروز والإعلام والانذار.
(علة عدم ظهور الإمام لأوليائه) فإن قيل: إذا كانت العلة في غيبته عن أعدائه خوفه منهم، فما باله لا يظهر لأوليائه، وهذه العلة زائلة فيهم؟!
فإذا لم يظهر للأولياء - وقد زالت عنهم علة استتاره - بطل قولكم في علة الغيبة!
قلنا: قد أجاب أصحابنا عن هذا السؤال بأن علة غيبته عن أوليائه لا تمنع أن يكون خوفه من أن يلقاهم فيشيعوا خبره، ويتحدثوا سرورا باجتماعه معهم، فيؤدي ذلك - وإن كان ذلك غير مقصود - إلى الخوف

(91) الشافي 1 / 144 - 150 وما بعدها.
(92) في " ج ": الشرع.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست