مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ٢٤
قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيرا.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى، نشهد بذلك.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: بلى.
قال: فإني فرطكم على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟!
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال:
أيها الناس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه.
يقولها ثلاث مرات، وفي رواية الإمام أحمد: أربع مرات.
ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبب من أحبه، وأبغض من
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست