مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ٤٧
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث، إلا حديث ذكر على عهد عمر، فأقره.
عمر.
إن عمر كان قد أخاف الناس في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (64).
3 - وروى ابن عساكر: " كان معاوية يقول على منبر دمشق: إياكم والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا حديثا ذكر على عهد عمر (65).
وفي صحيح مسلم، عن اليحصبي، قال: سمعت معاوية يقول: إياكم وأحاديث، إلا حديثا كان في عهد عمر، فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل (66).
وقال معاوية: " ما بال رجال يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث، قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه ".
فقام عبادة بن الصامت، وعارضه (67).
3 - الحجاج يمنع الصحابة من الحديث:
ذكر ابن الأثير: " كان الحجاج الثقفي قد ختم في يد جابر بن عبد الله، وفي عنق سهل بن سعد الساعدي، وأنس بن مالك، يريد إذلالهم، وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم " (68).
ومن قرأ التاريخ وتابع أحداثه، وتدبر مجرياته، لا يخفى عليه أن الذي فسح للحجاج أن يقوم - بهذه الجرأة - بإذلال الصحابة الكرام هكذا ويمنع الناس من سماع حديثهم، إنما هي تلك الإجراءات المعادية التي اتخذت ضد الحديث والسنة النبوية إلى حد الحبس والتبعيد والتهديد لمن نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(٦٤) الكامل - لابن عدي - ١ / ٣٣، ومسند أحمد ٤ / ٩٩.
(٦٥) تاريخ دمشق - لابن عساكر - ٣ / ٢٦٠.
(٦٦) صحيح مسلم ٢ / ٧١٨ كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة.
(٦٧) صحيح مسلم ٣ / 1210 باب الصرف وبيع الذهب.
(68) أسد الغابة - لابن الأثير - 1 / 471، الطبعة الحديثة.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست