مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ٤٣
ففيه. أن الروايات وإن لم تذكر أبا هريرة في المحبوسين، لكن شيئا من الروايات لم ينف حبس أبي هريرة.
مع أنه ليس معنى عدم حبسه عدم منعه من رواية الحديث، الذي هو الهدف من عملية الحبس.
وقد وردت آثار عديدة في منع عمر أبا هريرة عن رواية الحديث، وتهديده بالإبعاد إلى أرض قومه، ذكرنا بعضها (49).
وقد أعلن أبو هريرة عن تخوفه من الحديث في عهد عمر، وأن عمر لو كان حيا لما سمح له بنقل الحديث (50).
بل قال: ما كنا نستطيع أن نقول " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " حتى قبض عمر (51).
وهذا النص مع أنه يدل على أن مطلق الحديث كان ممنوعا على الصحابة في عهد عمر. يدل على أن أبا هريرة كان ممن خضع للأوامر، والتهديدات فلم يحتج إلى أن يحبس.
ولسنا نحن بصدد البحث عن خصوص حبس عمر للصحابة، إلا باعتباره واحدا من أساليبه لمنع الحديث.
وأما الثالث فكلمة الحبس يراد بها - لغة - السجن، والمنع والظاهر أن الأصل في معنى الحبس هو ضد التخلية (52) وتخلية كل شئ بحسبه.
فلو منع عمر صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الخروج من المدينة

(٤٩) أنظر: ص ٢٠ رقم (٢).
(٥٠) تذكرة الحفاظ ١ / ١٧، وجامع بيان العلم ٢ / ١٢١.
(٥١) البداية والنهاية - لابن كثير - 8 / 107.
(52) أنظر: صحاح اللغة - للجوهري - مادة: حبس.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست