مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٦٩
رسول الله يقول ذلك لأبي إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا لا نبي بعدي، وقد رأوا رسول الله حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه، ونادى له بالولاية، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب، وقد فرج رسول الله حذرا من قومه إلى الغار أجمعوا على أن يمكروا به، وهو يدعوهم لما مجد عليهم أعوانا، ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم، وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه، فلم يغث ولم ينصر، ولو وجد عليهم أعوانا أجابهم، وقد جعل في سعة كما جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سعة، وتد خذلتني الأمة وبايعتك يا بن حرب... الخبر (161).
وفي احتجاج آخر للإمام المجتبى عليه السلام على معاوية: تعجب - يا معاوية - أن سمى الله من الأئمة واحد بعد واحد، وقد نص عليهم رسول الله بغدير خم وفي غير موطن، واحتج بهم عليهم، وأمرهم بطاعتهم، وأخبر أن أولهم علي بن أبي طالب، ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعده،؟ وأنه خليفته فيهم ووصيه (162).
5 - ما جاء عن الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام.
وفي كتاب سليم بن قيس: لما كان قبل موت معاوية بسنة [بسنين / خ. ل] حج الحسين بن علي صلوات الله عليه وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم، رجالهم ونساءهم ومواليهم، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته، ثم أرسل رسلا: لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعهم لي.
فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي، فقام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:

(161) أمالي الشيخ 2 / 171، لاحظ أيضا: الاحتجاج: 289 البحار 10 / 138 / وأنظر 143، و 44 / 62.
(162) الاحتجاج: 287.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست