مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٦٦
ويناسب المقام ذكر قصيدة الكميت العينية التي كانت موضع عناية الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام، قال (137):
نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منها الدموعا (138) دخيل في الفؤاد يهيج سقما * وحزنا كان من جذل منوعا (139) وتوكاف الدموع على اكتئاب * أحل الدهر موجعة الضلوعا (140) يرقرق أسحما دررا وسكبا * يشبه سحها غربا هموعا] (141) لفقدان الخضارم من قريش * وخير الشافعين معا شفيعا (142) لدى الرحمان يصدع بالمثاني * وكان له أبو حسن قريعا (143) حطوطا في مسرته ومولى * إلى مرضاة خالقه سريعا (144) وأصفاه النبي على اختيار * بما أعيى الرفوض له المذيعا (145) ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا (1146 ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا (147)

(١٣) لاحظ القصيدة في " الهاشميات " طبع ليدن: ١٥٠. شرح الهاشميات - للرافعي -: ٨٠، الغدير ٢ / ١٨٠.
(١٣٨) الأرق: السهاد. الهجوع: النوم، يمتري: يجلب.
(١٣٩) دخيل. أي هم دخيل متملك في الفؤاد. الجذل: الفرح.
(١٤٠) توكاف: مصدر وكف يكف: سال قليلا قليلا، الاكتئاب: الحزن، موجعه: أي الموجع من الاكتئاب.
(١٤١) يرقرق. يعني الدموع، رقرق الماء: جاء وذهب، الأسحم: صفة للسحاب، وهو: الأسود منه، وفي قول النابغة:
بأسحم داني، هو السحاب [الصحاح ٥ / 11947] وفي بعض الروايات: الأسجم - بالجيم - درر: الصب كالسكب والسح، الهموم: السائل، ثم إن هذين البيتين أثبتناهما من طبعة ليدن وليسا في مسروحة الرافعي.
(142) الخضارم: السادات، الواحد الخضرم، وكل شئ كثير واسع خضرم، أطلق على السند لكثرة منافعه وسعته.
(143) يصدع: يتكلم به جهارا، إشارة إلى قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر) [الهجر / 94]، القريع: السيد، الرئيس، وأيضا القرين.
(144) حطوطا: نازلا.
(145) الرفوض: لعله صيغة مبالغة من رفض: ترك، أو مصدر بمعنى اسم الفاعل، فالمراد من رفض أمر ولايته.
(146) الدوح: الشجر العظيم، أي شجر كان، الواحدة: الدوحة.
(147) في بعض النقول: منيعا، والأنسب ما هنا كما هو ظاهر.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست