مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٦١
علي وهو يمشي، فقال: يا أبا الحسن، إما أن تركب، وإما أن تنصرف، فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت، وتمشي إذا مشيت، وتجلس إذا جلست، إلا أن يكون حد من حدود الله لا بد لك من القيام والقعود فيه، وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها، وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك ولي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره...
ولقد أنزل الله عز وجل إلي: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) يعني في ولايتك يا علي، (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي الله بغير ولايتك فقد حبط عمله وعدا ينجز لي، وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى، وإن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك (124).
2 - مما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان عليه السلام أولى الناس بالدعوة إلى ذكرى الغدير، لأنه صاحبه، ولأجله بنى بناء الغدير، والحق يقال إنه عليه السلام لم يكف عن إعلان ذلك والتذكير به، بحيث لم يترك لذي بصيرة حجة، ولا لمسلم معذرة، أقام الحجة على الخلفاء قبل العوام، لأنهم أولى الناس به، وأحق من غيرهم بالرضوخ لمنطق الحق، والمرء عندما يستعرض تلك المحاورات والكلمات مجدها شواهد ماثلة للعيان، وحجة على طول الزمان.
منها: ما في خطبة الوسيلة، فقد روي عن الباقر عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله الخبر، وهي خطبة مبسوطة وفيها إشارة إلى واقعة الغدير.
وفي كتاب سليم بن قيس عند ذكر) كفية بيعة علي لأبي بكر: ثم أقبل عليهم علي فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار، أنشدكم الله، أسمعتم رسول الله

(١٢٤) أمالي الصدوق: آخر المجلس ٧٤، عنه تفسير البرهان ١ / 489.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست