مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٥٧
ثم إن هذا القول الذي اخترناه من كون تأريخ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في 2 ربيع الأول يقرب مما حكي من نزول آية الإكمال في عرفة، وعدم مكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدها إلا إحدى وثمانين ليلة وإن لم ينطبق عليه كاملا، وذلك لأن تطابق القولين لا يكون إلا بكمال واحدة من الشهور الثلاثة فقط، والحال أنا اخترنا كمال اثنين من الشهور الثلاثة، فلاحظ الجدول.
نعم، في تفسير الفخر الرازي: قال أصحاب الآثار: لما نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا وثمانين يوما أو اثنين وثمانين يوما (119).
فينطبق هذا على ما اخترناه من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في 2 ربيع الأول بناء على بقائه 82 يومأ بعد نزول الآية كما هو ظاهر.
والقول المختار يقضي أيضا بعدم صحة ما رواه الواقدي من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتهيؤ لغزو الروم في يوم الاثنين، لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشيرة (120).
وذلك لأن توافق هذا القول مع كون الغدير في الجمعة لا يكون إلا بأن يكون كل من شهري ذي الحجة ومحرم ناقصين، والحال أن توافق كون الغدير في الجمعة مع وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في 2 ربيع الأول، لا يكون إلا بأن يكون الاثنان من الشهور الثلاثة (ذي الحجة ومحرم وصفر) تامين، فلا يمكن نقصان ذي الحجة ومحرم معا.
وهذا المسلك الذي سلكناه لو سلك في بعض الأبحاث الأخرى كتحقيق وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها لكان نافعا جدا، ونحن لم نتوسع في البحث أكثر من هذا طلبا للاختصار ودفعا للخروج عن صلب الموضوع.

(119) تفسير الفخر الرازي 11 / 139.
(120) مغازي الواقدي 2 / 1117.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست