مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٣٩٨
فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين عليه السلام أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة عليها السلام.
اعلموا أن أهل النصب والخلاف قد حملتهم العصبية والعناد على أن ادعوا تقدم إسلام أبي بكر على سائر الناس.
وإذا هم عرجوا عن طريق المكابرة، واطلعوا في السير الطاهرة، والأخبار المتواترة، والآثار المتضافرة (11)، والأشعار السائرة، وأقوال أمير المؤمنين عليه السلام الظاهرة.
وجدوا جميع ذلك ناطقا بخلاف ما يزعمون، شاهدا بكذبهم فيما يدعون، قاضيا بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسبق إلى الإسلام وأنه لم يتقدمه بشر من الأمة بأسرها غير خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (12).
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث يوم الاثنين وفيه أسلمت خديجة، وأن أمير المؤمنين عليه السلام أسلم يوم الثلاثاء (13).
وروى أصحاب الحديث عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان علي يألف النبي عليه السلام، فأتاه فوجده وخديجة يصليان، قال ابن عباس: وعلي يومئذ ابن عشر حجج، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله: " ما هذا؟ ".
قال: " يا علي، هذا دين الله الذي ارتضاه لنفسه، وبعث به رسله، أدعو إلى الله وحده لا شريك له ".
فقال علي عليه السلام: " هذا شئ لم أسمع به ".
قال: " صدقت يا علي ".

(١١) في الأصل: المتناظرة، وفي الحجرية: المتناصرة، وما أثبتناه من هامشها.
(١٢) السيرة النبوية - لابن هشام - ١: ٢٦٢.
(١٣) سنن الترمذي ٥: ٦٤٠ / 3728، تأريخ الطبري 2: 310 / 0 116، الكامل في التأريخ 2: 57.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست