فمكث علي تلك الليلة مفكرا، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له: " لم أزل البارحة مفكرا فيما قلت لي، فعرفت الحق والصدق في قولك، وأنا أشهد أن لا إلة إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسول الله " (14).
وأخبرني شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه إجازة، قال: أخبرني أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن القاسم البرتي (15)، قال:
حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي، قال: حدثنا سعيد بن خثيم، قال: حدثنا ( 16) أسد ابن عبده (17)، عن يحيى بن عفيف، عن أبيه، قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بمكة قبل أن يظهر أمر النبي صلى الله عليه وآله، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت (18) الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، ثم جاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع الشاب فرفعا، ثم سجد الشاب فسجدا، فقلت. يا عباس، أمر عظيم!
فقال العباس: أمر عظيم، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله بن