مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٥٤
الآخرين هم الذين كانوا يقودون التيار، بما تهيأ لهم من عوامل وظروف فكان أن تمكنوا - في المدينة التي لم يكن فيها سوى بضعة ألوف من الناس، قد عرفنا بعض حالاتهم - من صرف الأمر - أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - عن أصحابه الشرعيين، إلى غيرهم حسبما هو مذكور ومسطور في كتب الحديث التاريخ...
خلاصة.. وبيان:
وبعد ما تقدم، فإنه يصبح واضحا: أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يواجه عاصفة من التحدي، والاصرار على إفشال الخطط الإلهية، بأي ثمن كان، وبأي وسيلة كانت!
وأن التدخل الإلهي، والتهديد القرآني هو للعناصر التي أثارتها، وإفهامهم: أن إصرارهم على التحدي، يوازي في خطورته وفي نتائجه، وقوفهم في وجه الدعوة الإلهية من الأساس، هو الذي حسم الموقف، ولجم التيار، لا سيما بعد أن صرح القرآن بكفر من يتصدى، ويتحدى وتعهد بالحماية والعصمة له صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: وإن لم تفعل فما بلغت رسالة ولله ويعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (88).
وإذا كان الله سبحانه هو الذي سيتصدى لكل معاند وجاحد، فمن الواضح:
أنه ليس بمقدور أحد أن يقف في وجه الإرادة الإلهية، فما عليهم إلا أن ينسحبوا من ساحة التحدي، من أجل أن يقيم الله حجته، ويبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دينه ورسالته.
وليبوؤا هم بإثم المكر والبغي، وليحملوا وزر النكث، والخيانة والله لا يهدي كيد الخائنين.

(٨٨) المائدة ٥: 67.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست